وحاولت بعد ثلالين عاما من العشق ان استقيلا..
وأعلنت فى صفحات الجرائد أنى اعتزلت قراءة ما فى عيون النساء..
وما فى رؤوس النساء .. وماتحت جلد النساء..
وأغلقت بابى.. لعلى أنام قليلا..
وأغمدت سيفى.. وودعت جندى..
وودعت خيلى التى رافقتنى زمانا طويلا..
وسلمت مفتاح مكتبى للصغار
وأوضحت كيف يصرف فعل الهوى
وكيف تصير الحبيبة شمسا..
وكيف تصير يداها نخيلا..
وحالولت أقناع شعرك أن لا يطول كثيرا على كتفيك..
وان لا يكون جدارا من الحزن فوق حياتى..
ولكن شعرك خيب كل الظنون وظل طويلا..
وأوصيت جسمك أن لا يثير خيال المرايا..
ولكن جسمك خالف كل الوصايا.. وظل جميلا..
وحاولت اقناع حبك أن اجازة عام..
على البحر.. أوفى أعالى الجبال .. تفيدكلينا ولكن حبك ألقى الحقائب فوق الرصيف وأخبرنى أنه لا يريد الرحيلا..
وحاولتاقناع نهديك.. باللين حينا..
وبالعنف حينا..
بأن خسرت الرهان..
وأن الحصان الذى كان يحرث أرض الكواكب..
مل الوثوب..ومل الصهيلا..
ولكن صدرك ظل يقاتل شبرا فشبرا..
وبرا وبحرا..الى أن رمانى قتيلا..
وحاولت أن أستريح ككل الخيول التى أنهكتها الحروب
أليس له الحق أن يستريح المحارب؟
وحاولت حذف مدينه بيروت من ذكرياتى والغا كل الشوارع فيها..
وكلالمطاعم..كل المقاهى التى عرفتنا كلينا وتشعر بالشوق نحو كلينا
وتحفظ- رغم مرور الزمان- خطوط يدينا
وحاولت نسيان كل الضواحى الجميله ما بين صيدا وبينجبيل
ونسيان رائحه البرتقال وصوت الجنادب
ولكن حبك ما زال يرفض كل الحلول
ويقتحم النفس فى أخر الليل مثل صفير المراكب..
كتبت خطابا طويلا لبيروت..
أعلمتها فيه أنى اتخذت قرارى
وسلمت مفتاح بيتى اليها..ومفتاح دارى..
وأعطيت دورى لغيرى
وأعلنت أنى استقلت من المسرحيه
وودعت وجه حبيبي المصور فوق قماش الصوارى
وفوق الرمال وفوق المحار
وقلت وداعا:
أيا ورده الليل يا دفتر الحلم يا خاتم الشمس
يا بحر يا شعر يا أبجديه
وداعا لكل الحبيبات فى رأس بيروت..والاشرفيه..
شرحتلبيروت
أن ثلاثين عاما من العشق تكفى..
ولكنها اعتدرات بيروت